سوق العقارات في سورية 2025: تحليل شامل وتوقعات مستقبلية
يشهد سوق العقارات في سورية عام 2025 تحولات كبيرة نتيجة التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة، مما يجعله سوقًا معقدًا يتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم اتجاهاته وتحدياته وفرصه. في هذا المقال، نقدم تحليلًا شاملًا لوضع السوق الحالي، والتوقعات المستقبلية، وأبرز العوامل المؤثرة، بالإضافة إلى التحديات والفرص للمستثمرين والمشترين.
الوضع الراهن لسوق العقارات في سورية 2025
1. ارتفاع أسعار الإيجارات في المدن الكبرى
تشهد المدن الرئيسية مثل دمشق وحلب ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الإيجارات، رغم التحسن النسبي في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار. وتشير التقارير إلى:
- زيادة الإيجارات بنسبة 60% في غضون أسبوعين في بعض مناطق دمشق مثل المزة وكفرسوسة.
- وصول الإيجارات السنوية إلى 170-200 مليون ليرة سورية في المناطق المطلوبة.
- ارتفاع أسعار العقارات بنسبة 200% منذ عام 2011 مع الأخذ في الاعتبار التضخم.
2. ركود سوق بيع العقارات
على عكس سوق الإيجار، يعاني سوق بيع العقارات من ركود ملحوظ بسبب:
- انخفاض القوة الشرائية للسكان.
- توقف إجراءات النقل العقاري في السجل الرسمي.
- زيادة العرض عن الطلب مع توجه بعض الملاك لبيع ممتلكاتهم لتمويل السفر أو تغطية الأعباء الاقتصادية.
3. ندرة الشقق وارتفاع الأسعار رغم الركود
رغم ضعف المبيعات، تستمر أسعار العقارات في الارتفاع بسبب:
- تعديل الأسعار لمواكبة انخفاض قيمة الليرة السورية.
- الطلب الأساسي القوي على السكن في المدن الرئيسية.
- قروض الرهن العقاري المحدودة بشروط صارمة غير متاحة لمعظم السكان.

التوقعات المستقبلية لسوق العقارات السوري 2025
1. تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثيره على العقارات
- توقعات وكالة فيتش سوليوشنز تشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% فقط في 2025.
- تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تؤكد أن تعافي الاقتصاد السوري قد يستغرق 55 عامًا بالمعدلات الحالية.
2. استمرار ارتفاع أسعار الإيجار مع ضعف المبيعات
- من المتوقع أن يستمر الطلب على الإيجار بسبب عدم قدرة الكثيرين على الشراء.
- سوق المبيعات سيبقى ضعيفًا إلا في حال تحسن الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
3. تأثير العوامل الإقليمية والدولية
- الحرب الروسية الأوكرانية قد ترفع تكاليف البناء عالميًا، مما يؤثر على أسعار العقارات الجديدة.
- العقوبات الدولية ستستمر في تقييد الاستثمار الأجنبي وتعافي السوق.

العوامل الرئيسية المؤثرة على سوق العقارات في سورية 2025
1. العوامل الاقتصادية
- التضخم المرتفع وانخفاض قيمة الليرة السورية.
- انخفاض الدخل وارتفاع معدلات البطالة.
- ضعف القروض العقارية وعدم توفر تمويل كافٍ للمشترين.
2. العوامل السياسية والأمنية
- التغيرات السياسية بعد سقوط نظام الأسد في 2024.
- عدم الاستقرار الأمني في بعض المناطق.
- المخاوف من تصاعد النزاعات وتأثيرها على الاستثمار.
3. العوامل الاجتماعية
- عودة بعض النازحين واللاجئين وزيادة الطلب على السكن.
- نقص وثائق الملكية والمشاكل القانونية في نقل العقارات.
المشاريع العقارية الجديدة وتأثيرها في 2025
1. مشاريع إعادة الإعمار
- مدينة الأمل في شمال سورية تهدف إلى توفير سكن للنازحين.
- مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء.
2. مشاريع التطوير العقاري الكبرى (قيد التقييم)
- مشاريع تايجر العقارية وإعمار العقارية في دمشق (مستقبلها غير مؤكد بعد التغيرات السياسية).
- اتجاه نحو المنازل الجاهزة والمعيارية لتسريع إعادة الإعمار.

التحديات والفرص للمستثمرين والمشترين في 2025
🔴 التحديات الرئيسية
- ارتفاع أسعار الإيجار وصعوبة الشراء.
- المخاطر الأمنية والقانونية المتعلقة بالملكية.
- العقوبات الدولية التي تحد من الاستثمار الأجنبي.
🟢 الفرص المحتملة
- سوق الإيجار النشط قد يوفر عوائد جيدة للمستثمرين.
- إمكانية ارتفاع الأسعار في حال تحسن الأوضاع.
- برامج القروض السكنية قد تنشط السوق إذا تم تطبيقها بفعالية.
الخلاصة والتوصيات
- سوق الإيجار سيبقى نشطًا بينما سوق المبيعات سيبقى ضعيفًا في 2025.
- المستثمرون بحاجة إلى تقييم المخاطر بعناية، خاصة في ظل عدم الاستقرار السياسي.
- المشترون يجب أن يركزوا على القدرة على تحمل التكاليف والتحقق من الوثائق القانونية.
- تعافي السوق يعتمد على الاستقرار السياسي والاقتصادي وتحسن الأوضاع الدولية.

نظر بدهید