أزمة الدروس الخصوصية في سورية: تكلفة تتجاوز 20 مليون ليرة سنويًا
مقدمة: التعليم بين المطرقة والسندان
في ظل التراجع الكبير في جودة التعليم الحكومي وتدهور الوضع الاقتصادي، أصبحت الدروس الخصوصية عبئًا ثقيلًا على العائلات السورية، حيث تصل تكلفتها إلى أكثر من 20 مليون ليرة سنويًا لطلاب الشهادات. كيف يواجه الأهالي هذا التحدي؟ وما البدائل المتاحة؟ هذا التحليل الشامل يجيب على هذه التساؤلات.
1. تكاليف الدروس الخصوصية: أرقام صادمة
◼ تكلفة الفرع العلمي (بكالوريا)
- المواد الأساسية (رياضيات، فيزياء، كيمياء، علوم):
- سعر المادة الواحدة ≈ 1 مليون ليرة شهريًا
- التكلفة السنوية ≈ 12 مليون ليرة للمواد العلمية فقط
- المواد الأدبية (لغة عربية، إنكليزية، فرنسية):
- سعر المادة ≈ 500 ألف ليرة شهريًا
- التكلفة السنوية ≈ 6 مليون ليرة إضافية
- المجموع الكلي ≈ 18-20 مليون ليرة سنويًا
◼ تكلفة الفرع الأدبي (بكالوريا)
- أقل تكلفةً من العلمي، لكنها تبقى مرتفعة:
- 8-12 مليون ليرة سنويًا
2. لماذا أصبحت الدروس الخصوصية ضرورة؟
◼ أسباب اعتماد الأهالي على الدروس الخاصة
✅ ضعف التعليم الحكومي:
- غياب المدرسين المتكرر
- نقص الكوادر التعليمية
- اكتظاظ الصفوف (أكثر من 50 طالبًا في الصف)
✅ عدم كفاية المنهج المدرسي:
- حذف أجزاء مهمة من المنهاج الرسمي
- عدم وجود تدريب كافٍ على نماذج الامتحانات
✅ الضغط النفسي على الطلاب:
- خوف الأهالي من رسوب أبنائهم
- الرغبة في دخول كليات القمة (طب، هندسة)
3. كيف يواجه الأهالي هذه التكاليف الباهظة؟
◼ العمل الإضافي للأهالي
- العمل في أكثر من مهنة (حراسة ليلًا، أعمال يدوية نهارًا)
- بيع ممتلكات أو الاقتراض
◼ لجوء الطلاب إلى العمل
- بعض الطلاب يعملون في:
- مقاهي إنترنت
- محلات خياطة
- توصيل طلبات
◼ الاعتماد على البدائل
- الدراسة الذاتية عبر الإنترنت
- تشارك الملازم بين الطلاب لتوفير التكاليف
- الالتحاق بالمدارس الخاصة (رغم تكلفتها العالية)
4. لماذا يلجأ المدرسون إلى الدروس الخصوصية؟
◼ رواتب المعلمين لا تكفي
- راتب المعلم ≈ 300 ألف ليرة شهريًا (لا يكفي لسد الأساسيات)
- غياب التجهيزات المدرسية (تدفئة، كهرباء، كتب)
◼ ارتفاع الطلب على الدروس الخاصة
- بعض المدرسين يحصلون على 5-10 ملايين ليرة شهريًا من الدروس الخصوصية
5. هل هناك حلول من الحكومة السورية؟
◼ تأجيل الامتحانات
- تم تأجيل امتحانات البكالوريا 2025 لمدة أسبوع لطلاب الرقة والحسكة ودير الزور.
- مواعيد الامتحانات:
- التعليم الأساسي والمهني: 21 حزيران 2025
- الثانوية العامة: 12 تموز 2025
◼ غياب خطط إصلاح التعليم في سورية
- لا توجد إجراءات فعلية لتحسين المدارس الحكومية
- لا دعم مالي للأهالي أو الطلاب
6. الخاتمة: التعليم بين اليأس والأمل
أصبحت الدروس الخصوصية في سورية ضرورة قسرية بسبب انهيار التعليم الحكومي والأوضاع الاقتصادية الصعبة. بينما يعمل الأهالي ليل نهار لتأمين مستقبل أبنائهم، يبقى السؤال:
هل سيستمر هذا الوضع؟ أم أن هناك أملًا بإصلاح النظام التعليمي؟

نظر بدهید